Kamis, 28 Agustus 2008

الإيمان بالقضاء والقدر

بسم الله الرحمن الرحيم

الإيمان بالقضاء والقدر


1- معنى القضاء والقدر
2- مراتب القضاء والقدر
3- أنواع أقدار الله باعتباره قدرة الإنسان على التعامل معها.
4- كيف يؤمن المؤمن بالقضاء والقدر.
5- أثر الإيمان بالقضاء والقدر.

1.معنى القضاء والقدر
يؤمن المسلم بالقضاء و القدر وهوالركن السادس من أركان الإيمان كما في جواب رسول الله حين سأله جبريل " ان تؤمن بالله و ملائكته و كتبه ورسله واليوم الأخر و ان تؤمن بالقدر خيره و شره (رواه الشيخان).
فما الإيمان بالقضاء والقدر؟ وما هي أنواع القدر؟ وما أثر الإيمان بالقضاء والقدر؟

أما القضاء لغة فهو: الحكم، والقدر: هو التقدير.
والقضاء اصطلاحا: هو ما حكم به الله سبحانه من أمور خلقه وأوجده في الواقع.
فالقدر اصطلاحا: تقدير الله عز و جل للكا ئنات حسب ما سبق به علمه و اقتضت حكمته.
فلمراد بالإيمان بالقضاء والقدر وهو : التصديق الجازم بأن كل ما يقع من الخير والشر فهو بقضاء الله و قدرته. كما قال تعالى :
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (الحديد:22)
و عن أبى هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله ص.م :
المؤمن القوي خير و احب إلي الله من المؤمن الضعيف و في كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ، إن اصابك شيء فلا تقل لو إنى فعلت كذا لكان كذا و كذا ولاكن قل قدر الله ما شاء فعل فإنّ لو تفتح عمل شيطان (رواه مسلم)

2. مراتب الإيمان بالقضاء والقدر

وينبغي أن تعلم : أن مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع: العلم، والكتابة، والمشيئة، والإيجاد او الخلق.
المرتبة الأولى : العلم
الإيمان بعلم الله، فهو عالم بكل شيء. فيعلم جميع خلقه قبل خلقهم و يعلم ما تكون عليه احوالهم كلها قبل كونها سرها و علانيتها. فالأدلة منه كثير :
قال تعالي : و أن الله قد أحاط بكل شيء علما (الطلاق : 12)
قال تعالي : هو الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة (الحسر : 22)
قال تعالى: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة( يونس:61)
المرتبة الثانية : الكتا بة
الإيمان بأنّ الله تعالى كتب مقادير خلقه فى اللوح المحفوظ يفرِّط في ذلك من شيء و على هذا عدلة كثيرة منها:
قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (الحديد:22)
قال تعالى: ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء و الأرض إن ذلك فى كتاب إن ذلك على الله يسير (الحج :70)
قال تعالى : و ما من دابة فى الأرض و لا طائر يطير إلا أمم امثالكم ما فرطنا فى الكتاب (الأنعام : 38)
المرتبة الثالثة : المشيئة
مرتبة الإيمان بمشيئة الله النافذة و قدرته الشاملة فما شاء الله تعالى كونه فهو كائن ولا بدّ وما لم يشأ لم يكن ، والأدلة منها :
قال تعالى: وما تشاءون إلا أن يشاء الله [الإنسان:30]
وقال رسول الله ص.م : من يرد الله به خيراً يفقه في الدين (رواه البخاري)
فنعلم إذن، أنّ هذا الإيمان لا ينفك من توحيد الربوبية لأنه يتعلق بمشيئة الله و أمر الكون.
المرتبة الرابعة : الإيجاد او الخلق
الإيمان بأنّ الله تعالى خالق كل شيء ولا خالق غيره ولا ربّ سواه فيدل على هذا :
قال تعالى: الله خالق كل شيء (الرعد:16)
و قال تعالى : وخلق كل شيء فقدره تقديرا (الفرقان : 2)

3.أنواع أقدار الله باعتبار قدرة الإنسان على التعامل معها.

فلقد قسم العلماء الأقدار التي تحيط بالعبد إلى ثلاثة أنواع :

الأول: نوع لا قدرة على دفعه أو رده،
ويدخل في ذلك نواميس الكون وقوانين الوجود، وما يجري على العبد من مصائب وما يتعلق بالرزق والأجل والصورة التي عليها وأن يولد لفلان دون فلان.

قال تعالى : كل نفس ذائقة الموت [آل عمران:185].
فالموت شيء لا يعلمه الناس متى اتيانه ولا يقدر ان يردّه ولا يفِرُّون منه،لأن الموت من مجرد إرادة الله .
قال تعالى : إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر (الرعد:26)
ومن ثم فهذا النوع من الأقدار لا يحاسب عليه العبد لأنه خارج عن إرادته وقدرته في دفعه أو رده.
الثاني: نوع لا قدرة للعبد على إلغائه ولكن في إمكانه تخفيف حدته، وتوجيهه ويدخل في ذلك الغرائز والصحبة، والبيئة.
والصحبة لا بد منها فالإنسان مدني بطبعه، وإنما جاء الأمر بتوجيه هذا الطبع إلى ما ينفع: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة:119].
الثالث: نوع للعبد القدرة على دفعها وردها، فهي أقدار متصلة بالأعمال الاختيارية والتكاليف الشرعية فهذه يتعلق بها ثواب وعقاب وتستطيع ويدخل في قدرتك الفعل وعدم الفعل معا، وتجد أنك مخير ابتداءً وانتهاءً. فالصلاة والصيام باستطاعتك فعلها وعدم فعلها، فإذا أقمتها أثابك الله وإذا تركتها عاقبك، والبر بالوالدين باستطاعتك فعله بإكرامهما وباستطاعتك عدم فعله بإيذائهما.
4.صفات المؤمن بقضاء الله وقدره
أ- الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وذلك بأن الله سبحانه لا شيء مثله، قال تعالى:
ليس كمثله شيء (الشورى:11).
لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته مثله وقد قال العلماء: ما خطر ببالك فهو على خلاف ذلك فلا تشبيه ولا تعطيل، أي لا نشبه الله بأحد من خلقه ولا ننفي صفات الله تعالى.

ب- الإيمان بأن الله تعالى موصوف بالكمال في أسمائه وصفاته. وفسر ابن عباس قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء (فاطر:28). حيث قال: الذين يقولون: أن الله على كل شيء قدير.

ج- الحرص: وهو بذل الجهد واستفراغ الوسع وعدم الكسل والتواني في عمله.

د- على ما ينفع: حرص المؤمن يكون على ما ينفعه فإنه عبادة لله سبحانه.

هـ- الاستعانة بالله: لأن الحرص على ما ينفع لا يتم إلا بمعونته وتوفيقه وتسديده سبحانه.

و- عدم العجز: لأن العجز ينافي الحرص والاستعانة.

ز- فإن غلبه أمر فعليه أن يعلق نظره بالله وقدره والاطمئنان إلى مشيئة الله النافذة وقدرته الغالبة وأن الله سبحانه أعلم بما يصلحه، أحكم بما ينفعه، أرحم به من نفسه، وأن الله لا يقدر لعبده المؤمن إلا الخير.

وذلك مصداق قول النبي :المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان(رواه مسلم)
5. أثر الإيمان بالقضاء والقدر
الأول: القوة: وذلك سر انتصار المسلمين في معاركهم مع أعداء الله، ومعظمها كانوا فيها قلة ولكنهم أقوياء بعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر حيث تربوا على قوله تعالى: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا (التوبة:51)
ثانيا: العزة: فالمؤمن عزيز بإيمانه بالله وقدره فلا يذل لأحد إلا لله سبحانه لأنه علم وتيقن أن النافع الضار هو الله، وأن الذي بيده ملكوت كل شيء هو الله.

وأنه لا شيء يحدث إلا بأمر الله: ألا له الخلق والأمر (الأعراف:54)
ثالثا: الرضى والاطمئنان: فنفس المؤمنة راضية مطمئنة لعدل الله وحكمته ورحمته.
رابعا: التماسك وعدم الانهيار للمصيبة أو الحدث الجلل، قال تعالى: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم (التغابن:11)
خامسا: اليقين بأن العاقبة للمتقين: وهذا ما يجزم به قلب المؤمن بالله وقدره أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا، وأن دوام الحال من المحال، وأن المصائب لا تعد إلا أن تكون سحابة صيف لابد أن تنقشع وأن ليل الظالم لابد أن يولي، وأن الحق لابد أن يظهر، لذا جاء النهي عن اليأس والقنوط: ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح إلا القوم الكافرون (يوسف:87).

فمن السؤال هل يمكن ان نغير شيئا من المصيبة التى كلفنا الله ؟ نعم، ذلك لقول الله تعالى : لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ماكتسبت.
فإذا لك سعي يسّرك الله .
والله اعلم بالصواب











Tidak ada komentar: